( حرث ) الحاء والراء والثاء أصلان متفاوتان : أحدهما الجمع والكسب ، والآخر أن يهزل الشيء .
فالأول الحرث ، وهو الكسب والجمع ، وبه سمي الرجل حارثا . وفي الحديث : "
احرث لدنياك كأنك تعيش أبدا ، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا " .
ومن هذا الباب حرث الزرع . والمرأة حرث الزوج ; فهذا تشبيه ، وذلك أنه مزدرع ولده . قال الله تعالى :
نساؤكم حرث لكم . والأحرثة : مجاري الأوتار في الأفواق ; لأنها تجمعها .
وأما الأصل الآخر فيقال حرث ناقته : هزلها; أحرثها أيضا . ومن ذلك قول الأنصار لما قال لهم معاوية : ما فعلت نواضحكم ؟ قالوا : أحرثناها يوم
بدر .
[ ص: 50 ]