صفحة جزء
( حسوى ) الحاء والسين والحرف المعتل أصل واحد ، ثم يشتق منه . وهو حسو الشيء المائع ، كالماء واللبن وغيرهما ; يقال منه حسوت اللبن وغيره حسوا . ويقال في المثل :

لمثل ذا كنت أحسيك الحسى

والأصل الفارس يغذو فرسه بالألبان يحسيها إياه ، ثم يحتاج إليه في طلب أو هرب ، فيقول : لهذا كنت أفعل بك ما أفعل . ثم يقال ذلك لكل من رشح لأمر . والعرب تقول في أمثالها : " هو يسر حسوا في ارتغاء " ، أي إنه يوهم أنه يتناول رغوة اللبن ، وإنما الذي يريده شرب اللبن نفسه . يضرب ذلك لمن يمكر ، يظهر أمرا وهو يريد غيره . ويقولون : " نوم كحسو الطائر " أي قليل . ويقولون : [ ص: 59 ] شربت حسوا وحساء . وكان يقال لابن جدعان حاسي الذهب ، لأنه كان له إناء من ذهب يحسو منه . والحسي : مكان إذا نحي عنه رمله نبع ماؤه . قال :


تجم جموم الحسي جاشت غروبه     وبرده من تحت غيل وأبطح

فهذا أيضا من الأول كأن ماءه يحسى .

ومما هو محمول عليه احتسيت الخبر وتحسيت مثل تحسست ، وحسيت بالشيء مثل حسست . وقال :


سوى أن العتاق من المطايا     حسين به فهن إليه شوس

وهذا ممكن أن يكون أيضا من الباب الذي يقلبونه عند التضعيف ياء ، مثل قصيت أظفاري ، وتقضى البازي ، وهو قريب من الأمرين وحسي الغميم : مكان .

التالي السابق


الخدمات العلمية