صفحة جزء
( حصب ) الحاء والصاد والباء أصل واحد ، وهو جنس من أجزاء الأرض ، ثم يشتق منه ، وهو الحصباء ، وذلك جنس من الحصى . ويقال حصبت الرجل بالحصباء . وريح حاصب ، إذا أتت بالغبار . فأما الحصبة فبثرة تخرج بالجسد ، وهو مشبه بالحصباء . فأما المحصب بمنى فهو موضع الجمار . قال ذو الرمة :


أرى ناقتي عند المحصب شاقها رواح اليماني والهديل المرجع

[ ص: 71 ] يريد نفر اليمانين حين ينصرفون . والهديل هاهنا : أصوات الحمام . أراد أنها ذكرت الطير في أهلها فحنت إليها .

ومن الباب الإحصاب : أن يثير الإنسان الحصى في عدوه . ويقال أرض محصبة ، ذات حصباء . فأما قولهم حصب القوم عن صاحبهم يحصبون ، فذلك توليهم عنه مسرعين كالحاصب ، وهي الريح الشديدة . فهذا محمول على الباب .

ويقال إن الحصب من الألبان الذي لا يخرج زبده ، فذلك من الباب أيضا ; لأنه كأنه من برده يشتد حتى يصير كالحصباء فلا يخرج زبدا .

التالي السابق


الخدمات العلمية