صفحة جزء
باب الحاء والميم وما يثلثهما

( حمد ) الحاء والميم والدال كلمة واحدة وأصل واحد يدل على خلاف الذم . يقال حمدت فلانا أحمده . ورجل محمود ومحمد ، إذا كثرت خصاله المحمودة غير المذمومة . قال الأعشى يمدح النعمان بن المنذر ، ويقال إنه فضله بكلمته هذه على سائر من مدحه يومئذ :


إليك أبيت اللعن كان كلالها إلى الماجد الفرع الجواد المحمد

ولهذا [ الذي ] ذكرناه سمي نبينا محمدا صلى الله عليه وآله وسلم . ويقول العرب : حماداك أن تفعل كذا ، أي غايتك وفعلك المحمود منك غير المذموم . ويقال أحمدت فلانا ، إذا وجدته محمودا ، كما يقال أبخلته إذا وجدته بخيلا ، وأعجزته [ إذا وجدته ] عاجزا . وهذا قياس مطرد في سائر الصفات . وأهيجت المكان ، إذا وجدته هائجا قد يبس نباته . قال :


وأهيج الخلصاء من ذات البرق

فإن سأل سائل عن قولهم في صوت التهاب النار الحمدة ; قيل له : هذا ليس من الباب ; لأنه من المقلوب وأصله حدمة . وقد ذكرت في موضعها .

[ ص: 101 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية