صفحة جزء
( حمل ) الحاء والميم واللام أصل واحد يدل على إقلال الشيء . يقال حملت الشيء أحمله حملا . والحمل : ما كان في بطن أو على رأس شجر . يقال امرأة حامل وحاملة . فمن قال حامل قال هذا نعت لا يكون إلا للإناث . ومن قال حاملة بناه على حملت فهي حاملة . قال :


تمخضت المنون له بيوم أنى ولكل حاملة تمام

والحمل : ما كان على ظهر أو رأس . والحمالة : أن يحمل الرجل دية ثم يسعى عليها ، والضمان حمالة ، والمعنى واحد ، وهو قياس الباب .

ومما هو مضاف إلى هذا المعنى المرأة المحمل ، وهي التي تنزل لبنها من غير حبل . يقال أحملت تحمل إحمالا . ويقال ذلك للناقة أيضا . والحمول : الهوادج ، كان فيها نساء أو لم يكن . وتحاملت ، إذا تكلفت الشيء على مشقة . وقال ابن السكيت في قول الأعشى :


لا أعرفنك إن جدت عداوتنا     والتمس النصر منكم عوض تحتمل

إن الاحتمال الغضب . قال : ويقال احتمل ، إذا غضب . وهذا قياس صحيح ، لأنهم يقولون : احتمله الغضب ، وأقله الغضب ، وذلك إذا أزعجه . والحمالة والمحمل علاقة السيف . ومنه قول امرئ القيس :

[ ص: 107 ]

حتى بل دمعي محملي

والحمولة : الإبل تحمل عليها الأثقال ، كان عليها ثقل أو لم يكن . والحمولة : الإبل بأثقالها ، والأثقال أنفسها حمولة . ويقال أحملت فلانا ، إذا أعنته على الحمل . وحميل السيل : ما يحمله من غثائه . وفي الحديث : " يخرج من النار قوم فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل " . فالحميل : ما حمله السيل من غثاء . ولذلك يقال للدعي حميل . قال الكميت يعاتب قضاعة في تحولهم إلى اليمين :


علام نزلتم من غير فقر     ولا ضراء منزلة الحميل

فأما قولهم الأحمال - وهم من بني يربوع ، وهم ثعلبة وعمرو والحارث أبو سليط وصبير - فيقال إن أمهم حملتهم على ظهر في بعض أيام الفزع ، فسموا الأحمال . وإياهم أراد جرير بقوله :

أبني قفيرة من يورع وردنا     أم من يقوم لشدة الأحمال

ويقال أدل علي فحملت إدلاله واحتملت إدلاله ، بمعنى . وقال :


أدلت فلم أحمل وقالت فلم أجب     لعمر أبيها إنني لظلوم

والقياس مطرد في جميع ما ذكرناه . فأما البرق فيقال له حمل ، وهو مشتق من الحمل ، كأنه يقال حملت الشاة حملا ، والمحمول حمل وحمل ؛ كما يقال نفضت الشيء نفضا والمنفوض نفض ، وحسبت الشيء حسبا . والمحسوب حسب ، وهو [ ص: 108 ] باب مستقيم . ثم يشبه بهذا فيقال لبرج من بروج السماء حمل . قال الهذلي :


كالسحل البيض جلا لونها     سح نجاء الحمل الأسول



التالي السابق


الخدمات العلمية