صفحة جزء
( حنث ) الحاء والنون والثاء أصل واحد ، وهو الإثم والحرج . يقال حنث فلان في كذا ، أي أثم . ومن ذلك قولهم : بلغ الغلام الحنث ، أي بلغ مبلغا جرى عليه القلم بالطاعة والمعصية ، وأثبتت عليه ذنوبه . ومن ذلك الحنث [ ص: 109 ] في اليمين ، وهو الخلف فيه . فهذا وجه الإثم . وأما قولهم فلان يتحنث من كذا ، فمعناه يتأثم . والفرق بين أثم وتأثم ، أن التأثم التنحي عن الإثم ، كما يقال حرج وتحرج ; فحرج وقع في الحرج ، وتحرج تنحى عن الحرج . وهذا في كلمات معلومة قياسها واحد .

ومن ذلك التحنث وهو التعبد . ومنه الحديث : " أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يأتي غار حراء فيتحنث فيه الليالي ذوات العدد " .

التالي السابق


الخدمات العلمية