صفحة جزء
( حنك ) الحاء والنون والكاف أصل واحد ، وهو عضو من الأعضاء ثم يحمل عليه ما يقاربه من طريقة الاشتقاق . فأصل الحنك حنك الإنسان ، أقصى فمه . يقال حنكت الصبي ، إذا مضغت التمر ثم دلكته بحنكه ، فهو محنك ; وحنكته فهو محنوك . ويقال : " هو أشد سوادا من حنك الغراب " وهو منقاره ، وأما حلكه فهو سواده . ويقال احتنك الجراد الأرض ، إذا أتى على نبتها ; وذلك قياس صحيح ، لأنه يأكل فيبلغ حنكه .

ومن المحمول عليه استئصال الشيء ، وهو احتناكه ، ومنه في كتاب الله تعالى : [ ص: 112 ] لأحتنكن ذريته إلا قليلا . أي أغويهم كلهم ، كما يستأصل الشيء ، إلا قليلا .

فإن قال قائل : فنحن نقول : حنكته التجارب ، واحتنكته السن احتناكا ، ورجل محتنك ، فمن أي قياس هو ؟ قيل له : هو من الباب ; لأنه التناهي في الأمر والبلوغ إلى غايته ، كما قلنا : احتنك الجراد النبت ، إذا استأصله ، وذلك بلوغ نهايته . فأما القد الذي يجمع عراصيف الرمل ; فهو حنكة . وهذا على التشبه بالحنك ، لأنه منضم متجمع . ويقال حنكت الشيء إذا فهمته . وهو من الباب ، لأنك إذا فهمته فقد بلغت أقصاه . والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية