صفحة جزء
م ك ن : ( مكنه ) الله من الشيء ( تمكينا ) و ( أمكنه ) منه بمعنى . و ( استمكن ) الرجل من الشيء ، و ( تمكن ) منه بمعنى . وفلان لا ( يمكنه ) النهوض أي لا يقدر عليه . وقولهم : ما أمكنه عند الأمير شاذ . و ( المكنة ) بكسر الكاف واحدة ( المكن ) و ( المكنات ) وفي الحديث : " أقروا الطير على مكناتها " ومكناتها بالضم . قال أبو زيد وغيره من الأعراب : إنا لا نعرف للطير مكنات وإنما هي وكنات ، فأما المكنات فإنما هي للضباب . وقال أبو عبيد : يجوز في الكلام وإن كان المكن للضباب أن يجعل للطير تشبيها بذلك . كقولهم : مشافر الحبشي وإنما المشافر للإبل . وكقول زهير يصف الأسد :


له لبد أظفاره لم تقلم

وإنما له مخالب . قال : ويجوز أن يراد به على أمكنتها أي على مواضعها التي جعلها الله تعالى لها فلا تزجروها ولا تلتفتوا إليها فإنها لا تضر ولا تنفع . ويقال : الناس على مكناتهم أي على استقامتهم . وقول النحويين في الاسم : إنه متمكن أي معرب كعمر وإبراهيم فإذا انصرف مع ذلك فهو المتمكن الأمكن كزيد وعمرو . وغير المتمكن هو المبني مثل كيف وأين . وقولهم في الظرف : إنه متمكن أي يستعمل مرة اسما ومرة ظرفا كقولك : جلس خلفه بالنصب ومجلسه خلفه بالرفع في موضع يصلح ظرفا . وغير المتمكن هو الذي لا يستعمل في موضع يصلح ظرفا إلا ظرفا كقولك : لقيه صباحا وموعده صباحا بالنصب فيهما ولا يجوز الرفع إذا أردت صباح يوم بعينه ، ولا علة للفرق بينهما غير استعمال العرب كذلك .

التالي السابق


الخدمات العلمية