صفحة جزء
ذكر قتل معن بن زائدة

في هذه السنة قتل معن بن زائدة الشيباني بسجستان ، وكان المنصور قد استعمله عليها ، فلما وصلها أرسل إلى رتبيل يأمره بحمل القرار الذي عليه كل سنة ، فبعث إليه عروضا ، وزاد في ثمنها ، فغضب معن وسار إلى الرخج وعلى مقدمته ابن أخيه مزيد بن زائدة ، فوجد رتبيل قد خرج عنها إلى زابلستان ليصيف بها ، ففتحها وأصاب سبيا كثيرا ، وكان في السبي فرج الرخجي ، وهو صبي ، وأبوه زياد .

فرأى معن غبارا ساطعا أثارته حمر الوحش ، فظن أنه جيش أقبل نحوه ليخلص السبي والأسرى ، فأمر بوضع السيف فيهم ، فقتل منهم عدة كثيرة ، ثم ظهر له أمر الغبار فأمسك .

فخاف معن الشتاء وهجومه فانصرف إلى بست ، وأنكر قوم من الخوارج سيرته فاندسوا مع فعلة كانوا يبنون في منزله ، فلما بلغوا التسقيف أخفوا سيوفهم في القصب ثم دخلوا عليه بيته وهو يحتجم ففتكوا به ، وشق بعضهم بطنه بخنجر كان معه ، وقال أحدهم لما ضربه : أنا الغلام الطاقي ! والطاق رستاق بقرب زرنج ، فقتلهم يزيد بن مزيد ، فلم ينج منهم أحد .

[ ص: 175 ] ثم إن يزيد قام بأمر سجستان ، واشتدت على العرب والعجم من أهلها وطأته ، فاحتال بعض العرب فكتب على لسانه إلى المنصور كتابا يخبره فيه أن كتب المهدي إليه قد حيرته وأدهشته ، ويسأل أن يعفيه من معاملته ، فأغضب ذلك المنصور وشتمه وأقر المهدي كتابه ، فعزله وأمر بحبسه ، وبيع كل شيء له ، ثم إنه كلم فيه فأشخص إلى مدينة السلام ، فلم يزل بها مجفوا حتى لقيه الخوارج على الجسر فقاتلهم ، فتحرك أمره قليلا ، ثم وجه إلى يوسف البرم بخراسان فلم يزل في ارتفاع إلى أن مات .

التالي السابق


الخدمات العلمية