صفحة جزء
ذكر عدة حوادث

في هذه السنة عزل المنصور المسيب بن زهير عن شرطته ، وحبسه مقيدا ، وسبب ذلك أنه ضرب أبان بن بشير الكاتب بالسياط ، حتى قتله ، لأنه كان شريك أخيه عمرو بن زهير في ولاية الكوفة ، واستعمل على شرطته الحكم بن يوسف ، صاحب الحراب ، ثم كلم المهدي أباه في المسيب ، فرضي عنه ، وأعاده إلى شرطته .

وفيها استعمل المنصور نصر بن حرب بن عبد الله على فارس .

وفيها عاد المهدي من الرقة في شهر رمضان .

[ ص: 208 ] وفيها غزا الصائفة معيوف بن يحيى من درب الحدث ، فلقي العدو ، فاقتتلوا ، ثم تحاجزوا .

وفيها حبس محمد بن إبراهيم الإمام ، وهو أمير مكة ، جماعة أمر المنصور بحبسهم ، وهم رجل من آل علي بن أبي طالب كان بمكة ، و ابن جريج ، وعباد بن كثير ، و سفيان الثوري ، ثم أطلقهم من الحبس بغير أمر المنصور ، فغضب .

وكان سبب إطلاقهم أنه أنكر ، وقال : عمدت إلى ذي رحم فحبسته ، يعني بعض ولد علي ، وإلى نفر من أعلام المسلمين فحبستهم ، وتقدم أمير المؤمنين ، فلعله يأمر بقتلهم ، فيشد سلطانه ، وأهلك فأطلقهم ، وتحلل منهم ، فلما قارب المنصور مكة أرسل إليه محمد بن إبراهيم بهدايا فردها عليه .

( وفيها شخص المنصور من بغداذ إلى مكة ، فمات في الطريق قبل أن يبلغها ) .

وفي هذه السنة غزا عبد الرحمن ، صاحب الأندلس ، مدينة قورية ، وقصد البربر الذين كانوا أسلموا عامله إلى شقنا فقتل منهم خلقا من أعيانهم ، واتبع شقنا ، حتى جاوز القصر الأبيض والدرب ، ففاته .

[ الوفيات ]

وفيها مات أورالي ملك جليقية ، وكان ملكه ست سنين ، وملك بعده شيالون .

وفيها توفي مالك بن مغول ، الفقيه البجلي بالكوفة ، وحيوة بن شريح بن مسلم الحضرمي ( المصري ) .

وكان العامل على مكة والطائف : إبراهيم بن يحيى بن محمد بن علي بن عبد الله ، [ ص: 209 ] وعلى المدينة : عبد الصمد بن علي ، وعلى الكوفة : عمرو بن زهير الضبي ، وقيل : إسماعيل بن إسماعيل الثقفي ، وعلى قضائها : شريك بن عبد الله النخعي ، وعلى خراجها ثابت بن موسى .

وعلى خراسان حميد بن قحطبة ، وعلى قضاء بغداذ : عبد الله بن محمد بن صفوان ، وعلى الشرطة بها : عمر بن عبد الرحمن أخو عبد الجبار بن عبد الرحمن ، وقيل موسى بن كعب ، وعلى خراج البصرة وأرضها عمارة بن حمزة ، وعلى قضائها والصلاة : عبيد الله بن الحسن العنبري .

وأصاب الناس هذه السنة وباء عظيم .

التالي السابق


الخدمات العلمية