صفحة جزء
[ ص: 288 ] 175

ثم دخلت سنة خمس وسبعين ومائة

وفي هذه السنة عقد الرشيد لابنه محمد بن زبيدة بولاية العهد ، ولقبه الأمين ، وأخذ له البيعة وعمره خمس سنين .

وكان سبب البيعة أن خاله عيسى بن جعفر بن المنصور جاء إلى الفضل بن يحيى بن خالد ، فسأله في ذلك ، وقال له : إنه ولدك ، وخلافته لك . فوعده بذلك ، وسعى فيها ، حتى بايع الناس له بولاية العهد .

وفيها عزل الرشيد عن خراسان العباس بن جعفر ، وولاها خالدا الغطريف بن عطاء .

وغزا الصائفة عبد الرحمن بن عبد الملك بن صالح فبلغ أقريطية .

وقيل غزاها عبد الملك نفسه ، فأصابهم برد شديد سقط منه كثير [ من ] أيدي الجند وأرجلهم .

وفيها سار يحيى بن عبد الله بن حسن بن حسن بن علي إلى الديلم ، فتحرك هناك .

[ ص: 289 ] وحج بالناس هذه السنة هارون الرشيد .

ذكر ظفر هشام بأخويه ومطروح

وفيها فرغ هشام بن عبد الرحمن ، صاحب الأندلس ، من أخويه سليمان وعبد الله ، وأجلاهما عن الأندلس ، فلما خلا سره منهما انتدب لمطروح بن سليمان بن يقظان ، فسير إليه جيشا كثيفا ، وجعل عليهم أبا عثمان عبيد الله بن عثمان .

فساروا إلى مطروح ، وهو بسرقسطة ، فحصروه بها ، فلم يظفروا به ، فرجع أبو عثمان عنه ، ونزل بحصن طرسونة ، بالقرب من سرقسطة ، وبث سراياه على أهل سرقسطة يغيرون ويمنعون عنهم الميرة .

ثم إن مطروحا خرج في بعض الأيام ، آخر النهار ، يتصيد ، فأرسل البازي على طائر ، فاقتنصه ، فنزل مطروح ليذبحه بيده ، ومعه صاحبان له قد انفرد بهما عن أصحابه ، فقتلاه واحتزا رأسه وأتيا به أبا عثمان ، فسار إلى سرقسطة ، فكاتبه أهلها بالطاعة ، فقبل منهم ، وسار إليها فنزلها ، وأرسل رأس مطروح إلى هشام .

ذكر غزاة هشام بالأندلس

ثم إن أبا عثمان لما فرغ من مطروح أخذ الجيش ، وسار بهم إلى بلاد الفرنج ، فقصد ألبة ، والقلاع ، فلقيه العدو ، فظفر بهم ، وقتل منهم خلقا كثيرا وفتح الله عليه .

وفيها سير هشام أيضا يوسف بن بخت في جيش إلى جليقية ، فلقي ملكهم وهو برمند الكبير ، فاقتتلوا قتالا شديدا ، وانهزمت الجلالقة ، وقتل منهم عالم كثير .

وفيها انقاد أهل طليطلة إلى طاعة الأمير هشام فآمنهم .

وفيها سجن هشام أيضا ابنه عبد الملك لشيء بلغه عنه ، فبقي مسجونا حياة أبيه وبعض ولاية أخيه ، فتوفي محبوسا سنة ثمان وتسعين ومائة .

[ ص: 290 ] ذكر عدة حوادث

وفيها خرج بخراسان حصين الخارجي ، وهو من موالي قيس بن ثعلبة ، من أهل أوق ، وكان على سجستان عثمان بن عمارة ، فأرسل جيشا ، فلقيهم حصين ، فهزمهم ، ثم أتى خراسان وقصد باذغيس ، وبوشنج ، وهراة ، وكتب الرشيد إلى الغطريف في طلبه ، فسير إليه الغطريف داود بن يزيد في اثني عشر ألفا ، فلقيهم حصين في ستمائة ، فهزمهم ، وقتل منهم خلقا كثيرا .

ثم سار في خراسان إلى أن قتل سنة سبع وسبعين ومائة .

[ الوفيات ]

وفيها مات الليث بن سعد الفقيه بمصر ، ومحمد بن إسحاق بن إبراهيم أبو العنبس الشاعر .

وفيها توفي المسيب بن زهير بن عمر بن مسلم الضبي ، وقيل سنة ست وسبعين ، وكان على شرط المنصور والمهدي ، وولاه المهدي خراسان .

وفيها ولد إدريس بن إدريس بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب .

التالي السابق


الخدمات العلمية