سبب تنصر  قسطنطين  
وأما سبب تنصر  
قسطنطين  ، فإنه كان قد كبر سنه وساء خلقه وظهر به وضح كبير ، فأرادت 
الروم  خلعه وترك ماله عليه ، فشاور نصحاءه ، فقالوا له : لا طاقة لك بهم فقد أجمعوا على خلعك ، وإنما تحتال عليهم بالدين . وكانت النصرانية قد ظهرت ، وهي خفية . 
وقالوا له : استمهلهم حتى تزور 
البيت المقدس  ، فإذا زرته دخلت في دين النصرانية وحملت الناس عليه ، فإنهم يعترفون ، فتقاتل من عصاك بمن أطاعك ، وما قاتل قوم على دين إلا نصروا . ففعل ذلك ، فأطاعه عالم عظيم وخالفه خلق كثير وأقاموا على دين اليونانية ، فقاتلهم وظفر بهم ، فقتلهم فأحرق كتبهم وحكمتهم وبنى 
القسطنطينية  ونقل الناس إليها ، وكانت رومية دار ملكهم ، وبقي ملكه عليه ، وغلب على 
الشام   [ ص: 363 ] وكان الأكاسرة قبل  
سابور ذي الأكتاف  ينزلون 
طيسفون  ، وهي المدينة الغربية من 
المدائن  ، فلما نشأ  
سابور  بنى 
الإيوان بالمدائن الشرقية  وانتقل إليه وصار هو دار الملك ، وهو باق إلى الآن ، ونحن في سنة خمس وعشرين وستمائة .