صفحة جزء
[ ص: 496 ] 202

ثم دخلت سنة اثنتين ومائتين

ذكر بيعة إبراهيم بن المهدي

في هذه السنة بايع أهل بغداذ إبراهيم بن المهدي بالخلافة ، ولقبوه المبارك ، وكانت بيعته أول يوم من المحرم ، وقيل خامسه ، وخلعوا المأمون ، وبايعه سائر بني هاشم ، فكان المتولي لأخذ البيعة المطلب بن عبد الله بن مالك ، فكان الذي في هذا الأمر السندي ، وصالح صاحب المصلى ، ونصير الوصيف ، وغيرهم ، غضبا على المأمون حين أراد إخراج الخلافة من ولد العباس ، ولتركه لباس آبائه من السواد .

فلما فرغ من البيعة وعد الجند رزق ستة أشهر ، ودافعهم بها ، فشغبوا عليه ، فأعطاهم لكل رجل مائتي درهم ، وكتب لبعضهم إلى السواد بقيمة [ بقية ] ما لهم حنطة وشعيرا ، فخرجوا في قبضها ، فانتهبوا الجميع ، وأخذوا نصيب السلطان وأهل السواد ، واستولى إبراهيم على الكوفة والسواد جميعه ، وعسكر بالمدائن ، واستعمل على الجانب الغربي من بغداذ العباس بن موسى الهادي ، وعلى الجانب الشرقي منها إسحاق بن موسى الهادي .

وخرج عليه مهدي بن علوان الحروري ، وغلب على طساسيج نهر بوق والراذانين ، فوجه إليه إبراهيم أبا إسحاق بن الرشيد ، وهو المعتصم ، في جماعة من القواد ، فلقوه فاقتتلوا ، فطعن رجل من أصحابه ابن الرشيد ، فحامى عنه غلام تركي يقال له : أشناس ، وهزم مهدي إلى حولايا .

وقيل : كان خروج مهدي سنة ثلاث ومائتين .

التالي السابق


الخدمات العلمية