صفحة جزء
ذكر فتح عبد الله الإسكندرية

وفي هذه السنة أخرج عبد الله من كان تغلب على الإسكندرية ( من أهل الأندلس ) بأمان ، وكانوا قد أقبلوا في مراكب من الأندلس في جمع ، والناس في فتنة ابن السري وغيره ، فرسوا بالإسكندرية ، ورئيسهم يدعى أبا حفص ، فلم يزالوا بها حتى قدم ابن طاهر ، فأرسل يؤذنهم بالحرب إن هم لم يدخلوا في الطاعة ، فأجابوه ، وسألوه الأمان على أن يرتحلوا عنها إلى بعض أطراف الروم التي ليست من بلاد الإسلام ، فأعطاهم الأمان على ذلك ، فرحلوا ، ونزلوا بجزيرة إقريطش ، واستوطنوها ، وأقاموا بها ، فأعقبوا وتناسلوا .

قال يونس بن عبد الأعلى : أقبل إلينا فتى حدث من المشرق - يعني ابن طاهر - [ ص: 548 ] والدنيا عندنا مفتونة ، قد غلب على كل ناحية من بلادنا غالب ، والناس في بلاء ، فأصلح الدنيا ، وأمن البريء ، وأخاف السقيم ، واستوسقت له الرعية بالطاعة .

التالي السابق


الخدمات العلمية