صفحة جزء
[ ص: 567 ] 216

ثم دخلت سنة ست عشرة ومائتين

ذكر فتح هرقلة

في هذه السنة عاد المأمون إلى بلاد الروم ، وسبب ذلك أنه بلغه أن ملك الروم قتل ألفا وستمائة من أهل طرسوس والمصيصة ، فسار حتى دخل أرض الروم في جمادى الأولى ، فأقام إلى منتصف شعبان .

وقيل : كان سبب دخوله إليها أن ملك الروم كتب إليه وبدأ بنفسه ، فسار إليه ، ولم يقرأ كتابه ، فلما دخل أرض الروم أناخ على أنطيغوا ، فخرجوا على صلح ، ثم سار إلى هرقلة ، فخرج أهلها على صلح .

ووجه أخاه أبا إسحاق المعتصم ، فافتتح ثلاثين حصنا ، ومطمورة .

ووجه يحيى بن أكثم من طوانة ، فأغار وقتل وأحرق ، فأصاب سبيا ورجع .

ثم سار المأمون إلى كيسوم ، فأقام بها يومين ، ثم ارتحل إلى دمشق .

ذكر عدة حوادث

فيها ظهر عبدوس الفهري بمصر ، فوثب على عمال المعتصم ، فقتل بعضهم في [ ص: 568 ] شعبان ، فسار المأمون من دمشق إلى مصر منتصف ذي الحجة .

وفيها قدم الأفشين من برقة ، فأقام بمصر .

وفيها كتب المأمون إلى إسحاق بن إبراهيم يأمره بأخذ الجند بالتكبير إذا صلوا ، فبدأ بذلك منتصف رمضان ، فقاموا قياما ، وكبروا ثلاثا ، ثم فعلوا ذلك في كل صلاة مكتوبة .

وفيها غضب المأمون على علي بن هاشم ، ( ووجه عجيفا وأحمد بن هاشم ) ، وأمر بقبض أمواله وسلاحه .

وفيها ماتت أم جعفر زبيدة أم الأمين ببغداذ .

وفيها تقدم غسان بن عباد من السند ، ومعه بشر بن داود ، مستأمنا ، وأصلح السند ، واستعمل عليها عمران بن موسى العتكي .

وفيها هرب جعفر بن داود القمي إلى قم ، وخلع الطاعة بها .

وحج بالناس ، في قول بعضهم ، سليمان بن عبد الله بن سليمان بن علي ( بن عبد الله بن عباس ) ، وقيل : حج بهم عبد الله بن عبيد الله بن العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن [ ص: 569 ] عباس - رضي الله عنهم - وكان المأمون ولاه اليمن ، وجعل إليه ولاية كل بلد يدخله ، فسار من دمشق ، فقدم بغداذ فصلى بالناس يوم الفطر ، وسار عنها ، فحج بالناس .

[ الوفيات ]

وفيها توفي أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغساني ببغداذ ، ومحمد بن عباد بن عباد بن حبيب بن المهلب المهلبي ، أمير البصرة بها ، ويحيى بن يعلى المحاربي ، وإسماعيل بن جعفر بن سليمان بن علي .

التالي السابق


الخدمات العلمية