ذكر 
خروج الروم  إلى زبطرة  
وفي هذه السنة خرج  
توفيل بن ميخائيل  ملك 
الروم  إلى بلاد الإسلام ، وأوقع بأهل 
زبطرة  وغيرها . 
وكان سبب ذلك أن  
بابك  لما ضيق  
الأفشين  عليه ، وأشرف على الهلاك ، كتب إلى ملك 
الروم  توفيل  يعلمه أن  
المعتصم  قد وجه عساكره ومقاتلته إليه ، حتى وجه خياطه ، يعني  
جعفر بن دينار الخياط  ، وطباخه ، يعني  
إيتاخ  ، ولم يبق على بابه أحدا ! فإن أردت الخروج إليه فليس في وجهك أحد يمنعك .  
[ ص: 38 ] وظن  
بابك  أن ملك 
الروم  إن تحرك سيكشف عنه بعض ما هو فيه بإنفاذ العساكر إلى مقاتلة 
الروم  ، فخرج  
توفيل  في مائة ألف ، وقيل : أكثرهم من الجند نيف وسبعون ألفا ، وبقيتهم أتباع ، ( ومعهم من المحمرة ) الذين كانوا خرجوا بالجبال فلحقوا 
بالروم  حين قاتلهم  
إسحاق بن إبراهيم بن مصعب  جماعة ، فبلغ زبطرة ، فقتل من بها من الرجال ، وسبى الذرية والنساء ، وأغار على أهل 
ملطية  وغيرها من حصون المسلمين ، وسبى المسلمات ، ومثل بمن صار في يده من المسلمين وسمل أعينهم ، وقطع أنوفهم وآذانهم ، فخرج إليهم أهل الثغور من 
الشام  والجزيرة  ، إلا من لم يكن له دابة ولا سلاح .