ذكر 
دخول الزنج  الأبلة  
وفيها دخل 
الزنج  الأبلة  ، فقتلوا فيها خلقا كثيرا وأحرقوها . 
وكان سبب ذلك أن  
جعلان  لما تنحى عن 
خندقه  إلى 
البصرة  ألح شنا صاحب الزنج بالغارات على 
الأبلة  ، وجعلت سراياه تضرب إلى ناحية 
نهر معقل  ، ولم يزل يحارب إلى يوم الأربعاء لخمس بقين من رجب ، فافتتحها ، وقتل  
أبو الأحوص     (  
وعبيد الله بن حميد بن الطوسي     ) ، وأضرمها نارا وكانت مبنية بالساج ، فأسرعت النار فيها ، وقتل من أهلها خلق كثير ، وحووا الأموال العظيمة ، وكان ما أحرقت النار أكثر من الذي نهب .  
[ ص: 290 ] ذكر 
أخذ الزنج  عبادان  
وفيها أرسل أهل 
عبادان  إلى صاحب 
الزنج  فسلموا إليه حصنهم . 
وكان الذي حملهم على ذلك أنه لما فعل بأهل الأبلة ما فعل خاف أهل 
عبادان  على أنفسهم ، وأهليهم ، وأموالهم ، فكتبوا إليه يطلبون الأمان على أن يسلموا إليه البلد ، فأمنهم ، وسلموه إليه ، فأنفذ أصحابه إليهم ، وأخذوا ما فيه من العبيد والسلاح ، ففرقه في أصحابه .