صفحة جزء
ذكر مسير موسى بن بغا لحرب الزنج

وفيها ، في ذي القعدة أمر المعتمد موسى بن بغا بالمسير إلى حرب صاحب الزنج ، فسير إلى الأهواز عبد الرحمن بن مفلح ، وإلى البصرة إسحاق بن كنداجيق ، وإلى باذاورد إبراهيم بن سيما ، وأمرهم بمحاربة صاحب الزنج .

فلما ولي عبد الرحمن الأهواز سار إلى محاربة علي بن أبان ، فتواقعا ، فانهزم [ ص: 309 ] عبد الرحمن ، ثم استعد ، وعاد إلى علي ، فأوقع به وقعة عظيمة قتل فيها من الزنج قتلا ذريعا ، وأسر خلقا كثيرا ، وانهزم علي بن أبان ، والزنج ، ثم أراد ردهم فلم يرجعوا من الخوف الذي دخلهم من عبد الرحمن ; فلما رأى ذلك أذن لهم بالانصراف ، فانصرفوا إلى مدينة صاحبهم .

ووافى عبد الرحمن حصن مهدي ليعسكر به ، فوجه إليه صاحب الزنج علي بن أبان ، فواقعه ، فلم يقدر عليه ، ومضى يريد الموضع المعروف بالدكة ، وكان إبراهيم بن سيما بالباذاورد ، فواقعه علي بن أبان ، فهزمه علي بن أبان ، ثم واقعه ثانية ، فهزمه إبراهيم ، فمضى علي في الليل ومعه الأدلاء في الآجام ، حتى انتهى إلى نهر يحيى .

وانتهى خبره إلى عبد الرحمن ، فوجه إليه طاشتمر في جمع من الموالي ، فلم يصل إليه لامتناعه بالقصب والحلافي ، فأضرمها عليه نارا ، فخرجوا منها هاربين ، فأسر منهم أسرى ، وانصرف أصحاب عبد الرحمن بالأسرى والظفر .

ثم سار عبد الرحمن نحو علي بن أبان بمكان نزل فيه ، فكتب علي إلى صاحب الزنج يستمده ، فأمده بثلاث عشرة شذاة ، ووافاه عبد الرحمن ، فتواقعا يومهما ، فلما كان الليل انتخب علي من أصحابه جماعة ممن يثق بهم وسار ، وترك عسكره ليخفي أمره ، وأتى عبد الرحمن من ورائه فبيته ، فنال منه شيئا يسيرا ، وانحاز عبد الرحمن ، فأخذ علي منهم أربع شذوات ، وأتى عبد الرحمن دولاب فأقام به .

وسار طاشتمر إلى علي ، فوافاه وقاتله ، فانهزم علي إلى نهر السدرة ، وكتب يستمد عبد الرحمن ، فأخبره بانهزام علي عنه ، فأتاه عبد الرحمن ، وواقع عليا بنهر السدرة وقعة عظيمة ، فانهزم علي إلى الخبيث ، وعسكر عبد الرحمن بلنبان ، فكان هو وإبراهيم بن سيما يتناوبان المسير إلى عسكر الخبيث فيوقعان به ، وإسحاق بن كنداجيق بالبصرة ، وقد قطع الميرة عن الزنج ، فكان صاحبهم يجمع أصحابه يوم محاربة عبد الرحمن [ ص: 310 ] وإبراهيم ، فإذا انقضت الحرب سير طائفة منهم إلى البصرة ، ( يقاتل بهم إسحاق ) ، فأقاموا كذلك بضعة عشر شهرا إلى أن صرف موسى بن بغا عن حرب الزنج ، ووليها مسرور البلخي ، فانتهى الخبر بذلك إلى الخبيث .

التالي السابق


الخدمات العلمية