صفحة جزء
ذكر وفاة الحسن بن زيد ، وولاية أخيه محمد

وفيها توفي الحسن بن زيد العلوي صاحب طبرستان في رجب ، وكانت ولايته تسع عشرة وثمانية أشهر وستة أيام ، وولي مكانه أخوه محمد بن زيد .

وكان الحسن جوادا امتدحه رجل فأعطاه عشرة آلاف درهم ، وكان متواضعا لله تعالى .

حكي عنه أنه مدحه شاعر فقال : الله فرد ، وابن زيد فرد ، فقال : بفيك الحجر ، يا كذاب ، هلا قلت الله فرد ، وابن زيد عبد ! ثم نزل عن مكانه ، وخر ساجدا لله تعالى ، وألصق خده بالتراب ، وحرم الشاعر .

وكان عالما بالفقه والعربية ، مدحه شاعر فقال :

[ ص: 427 ]

لا تقل بشرى ، ولكن بشريان عزة الداعي ويوم المهرجان



فقال له : كان الواجب أن تفتتح الأبيات بغير لا ، فإن الشاعر المجيد يتخير لأول القصيدة ما يعجب السامع ، ويتبرك به ، ولو ابتدأت بالمصراع الثاني لكان أحسن ، فقال الشاعر : ليس في الدنيا كلمة أجل من قول : لا إله إلا الله ، وأولها لا ، فقال : أصبت ! وأجازه .

وحكي عنه أنه غنى عنده مغن بأبيات الفضل بن العباس في عتبة بن أبي لهب التي أولها :


وأنا الأخضر من يعرفني ؟     أخضر الجلدة من بيت العرب



فلما وصل إلى قوله :


برسول الله وابني عمه     وبعباس بن عبد المطلب



غير البيت فقال : لا بعباس بن عبد المطلب ، فغضب الحسن ، وقال : يا ابن اللخناء ، تهجو بني عمنا بين يدي ، وتحرف ما مدحوا به ؟ لئن فعلتها مرة ثانية لأجعلنها آخر غنائك .

التالي السابق


الخدمات العلمية