صفحة جزء
[ ص: 525 ] ذكر صفته وسيرته

كان المعتضد أسمر ، نحيف الجسم ، معتدل الخلق ، قد وخطه الشيب ، وكان شهما شجاعا مقداما ; ( وكان ذا عزم ) ، وكان فيه شح ; بلغه خبر وصيف خادم ابن أبي الساج ، وعليه قباء أصفر ، فسار من ساعته ، وظفر بوصيف ، وعاد . فدخل أنطاكية ، وعليه القباء ، فقال بعض أهلها : الخليفة بغير سواد ; فقال بعض أصحابه : إنه سار فيه ، ولم ينزعه عنه إلى الآن ، وكان عفيفا .

حكى القاضي إسماعيل بن إسحاق قال : دخلت على المعتضد ، وعلى رأسه أحداث روم صباح الوجوه ، فأطلت النظر إليهم ، فلما قمت أمرني بالقعود ، فجلست ، فلما تفرق الناس قال : يا قاضي ، والله ما حللت سراويلي على غير حلال قط .

وكان مهيبا عند أصحابه يتقون سطوته ، ويكفون عن الظلم خوفا منه .

التالي السابق


الخدمات العلمية