صفحة جزء
ذكر الحرب بين المسلمين والروم

في هذه السنة خرجت سرية من طرسوس إلى بلاد الروم ، فوقع عليها العدو فاقتتلوا ( فاستظهر الروم ) وأسروا من المسلمين أربعمائة رجل ، فقتلوا صبرا .

وفيها سار الدمستق في جيش عظيم من الروم إلى مدينة دبيل ، وفيها نصر السبكي في عسكر يحميها ، وكان مع الدمستق دبابات ومجانيق ومعه مزراق يزرق بالنار عدة اثني عشر رجلا ، فلا يقر بين يديه أحد من شدة ناره واتصاله ، فكان من أشد شيء على المسلمين .

[ ص: 717 ] وكان الرامي به ، مباشر بالقتال ، ( من أشجعهم ) ، فرماه رجل من المسلمين بسهم فقتله ، وأراح الله المسلمين من شره .

وكان الدمستق يجلس على كرسي عال يشرف على البلد ( وعلى عسكره ، فأمرهم بالقتال على ما يراه ، فصبر له أهل البلد ) ، وهو ملازم القتال ، حتى وصلوا إلى سور المدينة ، فنقبوا فيه نقوبا كثيرة ، ودخلوا المدينة ، فقاتلهم أهلها ومن فيها من العسكر قتالا شديدا ، فانتصر المسلمون ، وأخرجوا الروم منها ، وقتلوا منهم نحو عشرة آلاف رجل .

وفيها في ذي القعدة ، عاد ثمل إلى طرسوس من الغزاة الصائفة سالما هو ومن معه ( فلقوا جمعا كثيرا ) من الروم ، فاقتتلوا فانتصر المسلمون عليهم وقتلوا من الروم كثيرا ، وغنموا ما لا يحصى .

وكان من جملة ما غنموا أنهم ذبحوا من الغنم في بلاد الروم ثلاثمائة ألف رأس ، سوى ما سلم معهم ، ولقيهم رجل يعرف بابن الضحاك ، وهو من رؤساء الأكراد ، وكان له حصن يعرف بالجعفري ، فارتد عن الإسلام وصار إلى ملك الروم فأجزل له العطية ، وأمره بالعود إلى حصنه ، فلقيه المسلمون ، فقاتلوه ، ( فأسروه ، وقتلوا كل من ) معه .

التالي السابق


الخدمات العلمية