ذكر 
عود المتقي إلى بغداذ  ، وهرب  البريدي  عنها 
لما استولى  
أبو الحسين البريدي  على 
بغداذ  ، وأساء السيرة كما ذكرناه ، نفرت عنه قلوب الناس العامة والأجناد ، فلما قتل  
 nindex.php?page=showalam&ids=16955ابن رائق  ، سارع الجند إلى الهرب من  
البريدي  ، فهرب  
خجخج  إلى  
المتقي  ، وكان قد استعمله  
البريدي  على 
الراذانات  وما يليها ، ثم تحالف  
توزون  ونوشتكين  والأتراك  على كبس  
أبي الحسين البريدي  ، فغدر  
نوشتكين  ، فأعلم  
البريدي  الخبر ، فاحتاط وأحضر 
الديلم  عنده ، وقصده  
توزون  ، فحاربه 
الديلم  ، وعلم  
توزون  غدر  
نوشتكين  به ، فعاد ومعه جملة وافرة من 
الأتراك  ، وسار نحو 
الموصل  خامس رمضان ، فقوي بهم  
ابن حمدان  ، وعزم على الانحدار إلى 
بغداذ  ، وتجهز وانحدر هو والمتقي ، واستعمل على أعمال الخراج والضياع 
بديار مضر  ، وهي 
الرها  وحران  والرقة  أبا الحسن علي بن طياب  ، وسيره من 
الموصل    . 
وكان على 
ديار مضر  أبو الحسين أحمد بن علي بن مقاتل  خليفة  
 nindex.php?page=showalam&ids=16955لابن رائق  ،   
[ ص: 106 ] فاقتتلوا ، فقتل  
أبو الحسين بن مقاتل  ، واستولى  
ابن طياب  عليها ، فلما قارب  
المتقي لله  وناصر الدولة بن حمدان  بغداذ  ، هرب  
أبو الحسين  منها إلى 
واسط  ، واضطربت العامة 
ببغداذ  ، ونهب الناس بعضهم بعضا ، وكان مقام  
أبي الحسين  ببغداذ  ثلاثة أشهر وعشرين يوما ، ودخل  
المتقي لله  إلى 
بغداذ  ومعه 
بنو حمدان  في جيوش كثيرة ، واستوزر  
المتقي   nindex.php?page=showalam&ids=14975أبا إسحاق القراريطي  ، وقلد  
توزون  شرطة جانبي 
بغداذ  ، وذلك في شوال .