صفحة جزء
[ ص: 205 ] ذكر مسير أبي علي إلى الري

لما كان من أمر وشمكير وركن الدولة ما ذكرناه ، كتب وشمكير إلى الأمير نوح يستمده ، فكتب نوح إلى أبي علي بن محتاج يأمره بالمسير في جيوش خراسان إلى الري وقتال ركن الدولة ، فسار أبو علي في جيوش كثيرة ، واجتمع معه وشمكير ، فسارا إلى الري في شهر ربيع الأول من هذه السنة .

وبلغ الخبر إلى ركن الدولة ، فعلم أنه لا طاقة له بمن قصده ، فرأى أن يحفظ بلده ، ويقاتل عدوه من وجه واحد ، فحارب الخراسانيين بطبرك ، وأقام عليه أبو علي عدة شهور يقاتله ، فلم يظفر به وهلكت دواب الخراسانية ، وأتاهم الشتاء وملوا فلم يصبروا ، فاضطر أبو علي إلى الصلح ، فتراسلوا في ذلك ، وكان الرسول أبا جعفر الخازن ، صاحب كتاب زيج الصفائح ، وكان عارفا بعلوم الرياضة ، وكان المشير به محمد بن عبد الرزاق المقدم ذكره ، فتصالحا وتقرر على ركن الدولة كل سنة مائتا ألف دينار ، وعاد أبو علي إلى خراسان .

وكتب وشمكير إلى الأمير نوح يعرفه الحال ، ويذكر له أن أبا علي لم يصدق في الحرب ، وأنه مالأ ركن الدولة ، ( فاغتاظ نوح من أبي علي ، وأما ركن الدولة ) فإنه لما عاد عنه أبو علي ، سار نحو وشمكير ، فانهزم وشمكير من بين يديه إلى أسفرايين ، واستولى ركن الدولة على طبرستان .

التالي السابق


الخدمات العلمية