صفحة جزء
ذكر استيلاء قرغويه على حلب وإخراج أبي المعالي بن حمدان منها

في هذه السنة أيضا استولى قرغويه غلام سيف الدولة بن حمدان ( على حلب ، وأخرج منها أبا المعالي شريف بن سيف الدولة بن حمدان ) ، فسار أبو المعالي إلى حران ، فمنعه أهلها من الدخول إليهم ، فطلب منهم أن يأذنوا لأصحابه أن يدخلوا فيتزودا منها يومين فأذنوا لهم ، ودخل إلى والدته بميافارقين ، وهي ابنة سعيد بن حمدان ، وتفرق عنه أكثر أصحابه ومضوا إلى أبي تغلب بن حمدان .

فلما وصل إلى والدته بلغها أن غلمانه وكتابه قد عملوا على القبض عليها وحبسها ، كما فعل أبو تغلب بأبيه ناصر الدولة ، فأغلقت أبواب المدينة ومنعت ابنها من [ ص: 287 ] دخولها ثلاثة أيام ، حتى أبعدت من تحب إبعاده ، واستوثقت لنفسها ، وأذنت له ولمن بقي معه في دخول البلد وأطلقت لهم الأرزاق ، وبقيت حران لا أمير عليها ، ولكن الخطبة فيها لأبي المعالي بن سيف الدولة ، وفيها جماعة من مقدمي أهلها يحكمون فيها ، ويصلحون من أمور الناس .

ثم إن أبا المعالي عبر الفرات إلى الشام ، وقصد حماة فأقام بها ، على ما نذكره سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة .

التالي السابق


الخدمات العلمية