ذكر 
خروج  سليمان  عليه أيضا 
ولما قتل  
ابن عبد الجبار هشام بن سليمان بن ناصر  وانهزم أصحابه ، انهزم معهم  
سليمان بن الحاكم بن سليمان بن ناصر  ، وهو ابن أخي  
هشام  المقتول ، فبايعه أصحاب عمه ، وأكثرهم 
البربر  ، بعد الوقعة بيومين ، ولقبوه  
المستعين بالله  ، ثم لقب  
بالظاهر بالله  ، وساروا إلى 
النصارى  فصالحوهم واستنجدوهم وأنجدوهم ، وساروا معهم إلى 
قرطبة  ، فاقتتلوا هم  
وابن عبد الجبار  بقنتيج  ، وهي الوقعة المشهورة غزوا فيها وقتل ما لا يحصى ، فانهزم  
ابن عبد الجبار  ، وتحصن بقصر 
قرطبة  ، ودخل  
سليمان  البلد ، وحصره في القصر . 
فلما رأى  
ابن عبد الجبار  ما نزل به أظهر  
المؤيد  ظنا منه أنه ( يخلع هو  
وسليمان  ويرجع الأمر إلى  
المؤيد  ، فلم يوافقه أحد ظنا منهم أن )  
المؤيد  قد مات . فلما أعياه   
[ ص: 352 ] الأمر احتال في الهرب ، فهرب سرا واختفى ، ودخل  
سليمان  القصر ، وبايعه الناس بالخلافة في شوال سنة أربعمائة ، وبقي 
بقرطبة  أياما ، وكان عدة القتلى 
بقنتيج  نحو خمسة وثلاثين ألفا ، وأغار 
البربر  والروم  على 
قرطبة  فنهبوا وسبوا وأسروا عددا عظيما .