صفحة جزء
ذكر وفاة حسنويه الكردي

في هذه السنة توفي حسنويه بن الحسين الكردي البرزيكاني بسرماج ، وكان أميرا على جيش من البرزيكان يسمون البرزينية ، وكان خالاه ونداد وغانم ابنا أحمد أميرين [ ص: 371 ] صنف آخر منهم يسمون العيشانية ، وغلبا على أطراف نواحي الدينور ، وهمذان ، ونهاوند ، والصامغان ، وبعض أطراف أذربيجان إلى حد شهرزور نحو خمسين سنة .

وكان يقود كل واحد منهما عدة ألوف ، فتوفي غانم سنة خمسين وثلاثمائة ، فكان ابنه أبو سالم ديسم بن غانم مكانه بقلعته قسان ، إلى أن أزاله أبو الفتح بن العميد ، واستصفى قلاعه المسماة قسنان ، وغانم آباذ وغيرهما .

وتوفي ونداد بن أحمد سنة تسع وأربعين [ وثلاثمائة ] ، فقام مقامه ابنه أبو الغنائم عبد الوهاب إلى أن أسره الشاذنخان وسلموه إلى حسنويه ، فأخذ قلاعه وأملاكه .

وكان حسنويه مجدودا ، حسن السياسة والسيرة ، ضابطا لأمره ، ومنع أصحابه من التلصص ، وبنى قلعة سرماج بالصخور المهندمة ، وبنى بالدينور جامعا على هذا البناء ، وكان كثير الصدقة بالحرمين ، إلى أن مات في هذه السنة ، وافترق أولاده من بعده ، فبعضهم انحاز إلى فخر الدولة ، وبعضهم إلى عضد الدولة ، وهم أبو العلاء ، وعبد الرزاق ، وأبو النجم بدر ، وعاصم ، وأبو عدنان ، وبختيار ، وعبد الملك .

وكان بختيار بقلعة سرماج ومعه الأموال والذخائر ، فكاتب عضد الدولة ورغب في طاعته ، ثم تلون عنه وتغير ، فسير عضد الدولة إليه جيشا فحصره وأخذ قلعته ، وكذلك قلاع غيره من إخوته ، واصطنع من بينهم أبا النجم بدر بن حسنويه ، وقواه بالرجال ، فضبط تلك النواحي ، وكف عادية من بها من الأكراد ، واستقام أمره ، وكان عاقلا .

التالي السابق


الخدمات العلمية