[ ص: 408 ]   375 
ثم دخلت سنة خمس سبعين وثلاثمائة 
ذكر 
الفتنة ببغداذ  
في هذه السنة جرت فتنة 
ببغداذ  بين 
الديلم  ، وكان سببها أن  
أسفار بن كردويه  ، وهو من أكابر القواد ، استنفر من  
صمصام الدولة  ، واستمال كثيرا من العسكر إلى طاعة  
شرف الدولة  ، واتفق رأيهم على أن يولوا الأمير  
بهاء الدولة أبا نصر بن عضد الدولة     ( 
العراق  نيابة عن أخيه  
شرف الدولة     ) . 
وكان  
صمصام الدولة  مريضا ، فتمكن  
أسفار  من الذي عزم عليه ، وأظهر ذلك ، وتأخر عن الدار ، وراسله  
صمصام الدولة  يستميله ويسكنه ، فما زاده إلا تماديا ، فلما رأى ذلك من حاله راسل  
الطائع  يطلب منه الركوب معه ، وكان  
صمصام الدولة  قد أبل من مرضه ، فامتنع  
الطائع  من ذلك ، فشرع  
صمصام الدولة  ، واستمال  
فولاذ زماندار  ، وكان موافقا  
لأسفار  إلا أنه كان يأنف من متابعته لكبر شأنه . فلما راسله  
صمصام الدولة  أجابه ، واستحلفه على ما أراد ، وخرج من عنده ، وقاتل  
أسفار  ، فهزمه  
فولاذ  ، وأخذ  
الأمير أبو نصر  أسيرا ، وأحضر عند أخيه  
صمصام الدولة  ، فرق له ، وعلم أنه لا ذنب له ، فاعتقله مكرما ، وكان عمره حينئذ خمس عشرة سنة . 
وثبت أمر  
صمصام الدولة  ، وسعى إليه  
 nindex.php?page=showalam&ids=13220بابن سعدان  الذي كان وزيره ، فعزله ،   
[ ص: 409 ] وقيل إنه كان هواه معهم ، فقتل ومضى  
أسفار  إلى 
الأهواز  ، واتصل  
بالأمير أبي الحسين بن عضد الدولة  ، وخدمه ، وسار باقي العسكر إلى  
شرف الدولة     .