صفحة جزء
ذكر وفاة شرف الدولة وملك بهاء الدولة

في هذه السنة ، مستهل جمادى الآخرة ، توفي الملك شرف الدولة أبو الفوارس شيرزيل بن عضد الدولة مستسقيا ، وحمل إلى مشهد أمير المؤمنين علي ، عليه السلام ، فدفن به ، وكانت إمارته بالعراق سنتين وثمانية أشهر ، وكان عمره ثمانيا وعشرين سنة وخمسة أشهر .

ولما اشتدت علته سير ولده أبا علي إلى بلاد فارس ، وأصحبه الخزائن والعدد وجماعة كثيرة من الأتراك ، فلما أيس أصحابه منه اجتمع إليه أعيانهم وسألوه أن يملك أحدا ، فقال : أنا في شغل عما تدعونني إليه . فقالوا له ليأمر أخاه بهاء الدولة أبا نصر [ ص: 427 ] أن ينوب عنه إلى أن يعافى ليحفظ الناس لئلا تثور فتنة ، ففعل ذلك ، وتوقف بهاء الدولة ثم أجاب إليه .

فلما مات جلس بهاء الدولة في المملكة ، وقعد للعزاء ، وركب الطائع لله أمير المؤمنين إلى العزاء في الزبزب ، فتلقاه بهاء الدولة ، وقبل الأرض بين يديه ، وانحدر الطائع لله إلى داره ، وخلع على بهاء الدولة خلع السلطنة ، وأقر بهاء الدولة أبا منصور بن صالحان على وزارته .

التالي السابق


الخدمات العلمية