ذكر 
إخراج  جلال الدولة  من دار المملكة وإعادته إليها 
في هذه السنة ، في رمضان ، شغب الجند على  
جلال الدولة  وقبضوا عليه ثم أخرجوه من داره ، ثم سألوه ليعود إليها فعاد . 
وسبب ذلك أنه استقدم الوزير  
أبا القاسم  من غير أن يعلموا ، فلما قدم ظنوا   
[ ص: 759 ] أنه إنما ورد للتعرض إلى أموالهم ونعمهم فاستوحشوا واجتمعوا إلى داره وهجموا عليه ، وأخرجوه إلى مسجد هناك فوكلوا به فيه ، ثم إنهم أسمعوه ما يكره ، ونهبوا بعض ما في داره ، فلما وكلوا به جاء بعض القواد في جماعة من الجند ، ومن انضاف إليه من العامة والعيارين ، فأخرجه من المسجد وأعاده إلى داره ، فنقل  
جلال الدولة  ولده وحرمه وما بقي له إلى الجانب الغربي ، وعبر هو في الليل إلى 
الكرخ  فلقيه 
أهل الكرخ   بالدعاء ، فنزل بدار  
المرتضى  ، وعبر الوزير  
أبو القاسم  معه . 
ثم إن الجند اختلفوا ، فقال بعضهم : نخرجه من بلادنا ونملك غيره . وقال بعضهم : ليس من 
بني بويه  غيره وغير  
 nindex.php?page=showalam&ids=12136أبي كاليجار  ، وذلك قد عاد إلى بلاده ، ولا بد من مداراة هذا . فأرسلوا إليه يقولون له : نريد أن تنحدر عنا إلى 
واسط  ، وأنت ملكنا ، وتترك عندنا بعض أولادك الأصاغر . فأجابهم إلى ذلك ، وأرسل سرا إلى الغلمان الأصاغر فاستمالهم ، وإلى كل واحد من الأكابر ، وقال : إنما أثق بك ، وأسكن إليك واستمالهم أيضا ، فعبروا إليه ، وقبلوا الأرض بين يديه ، وسألوه العود إلى دار الملك ، فعاد ، وحلف لهم على إخلاص النية ، والإحسان إليهم ، وحلفوا له على المناصحة ، واستقر في داره .