ذكر 
غدر السناسنة  وأخذ الحاج وإعادة ما أخذوه في هذه السنة ورد خلق كثير من 
أذربيجان  وخراسان  ، 
وطبرستان  ، وغيرها من البلاد يريدون الحج ، وجعلوا طريقهم على 
أرمينية  وخلاط  ، فوردوا إلى 
آني  ووسطان   [ ص: 777 ] فثار بهم 
الأرمن  من تلك البلاد ، وأعانهم السناسنة ، وهم من 
الأرمن  أيضا إلا أنهم لهم حصون منيعة تجاور 
خلاط  ، وهم صلح مع صاحب 
خلاط    . 
( ولم تزل هذه الحصون بأيديهم منفردين بها ) ، إلا أنهم متعاهدون إلى سنة ثمانين وخمسمائة ، فملكها المسلمون منهم ، وأزالوهم عنها ، على ما نذكره إن شاء الله تعالى . 
فلما اتفقوا مع 
الأرمن  من رعية البلاد أخذوا الحاج فقتلوا منهم كثيرا ، وأسروا ، وسبوا ، ونهبوا الأموال ، وحملوا ذلك أجمع إلى 
الروم  ، وطمع 
الأرمن  في تلك البلاد ، فسمع  
 nindex.php?page=showalam&ids=17201نصر الدولة بن مروان  الخبر ، فجمع العساكر وعزم على غزوهم ، فلما سمعوا ذلك ، ورأوا جده فيه راسله ملك 
السناسنة  ، وبذل إعادة جميع ما أخذ أصحابه ، وإطلاق الأسرى والسبي فأجابهم إلى الصلح ، وعاد عنهم لحصانة قلاعهم ، وكثرة المضايق في بلادهم ، ولأنهم بالقرب من 
الروم  ، فخاف أن يستنجدوهم ويمتنعوا بهم ، فصالحهم .