صفحة جزء
ذكر مسير عساكر طغرلبك إلى كرمان

وسير طغرلبك طائفة من أصحابه إلى كرمان مع أخيه إبراهيم ينال بعد أن دخل الري ، وقيل : إن إبراهيم لم يقصد كرمان ، وإنما قصد سجستان ، وكان مقدم العساكر التي سارت إلى كرمان غيره ، فلما وصلوا إلى أطراف كرمان نهبوا ، ولم يقدموا على التوغل فيها ، فلم يروا من العساكر من يكفهم ، فتوسطوها وملكوا عدة مواضع منها ، ونهبوها .

فبلغ الخبر إلى الملك أبي كاليجار صاحبها ، فسير وزيره مهذب الدولة في [ ص: 37 ] العساكر الكثيرة ، وأمره بالجد في المسير ليدركهم قبل أن يملكوا جيرفت ، وكانوا يحاصرونها ، فطوى المراحل حتى قاربهم ، فرحلوا عن جيرفت ونزلوا على ستة فراسخ منها‏ .

وجاء مهذب الدولة فنزلها ، وأرسل ليحمل الميرة إلى العسكر ، فخرجت الغز إلى الجمال والبغال والميرة ليأخذوها ، وسمع مهذب الدولة ذلك فسير طائفة من العسكر لمنعهم ، فتواقعوا واقتتلوا ، وتكاثر الغز فسمع مهذب الدولة الخبر ، فسار في العساكر إلى المعركة وهم يقتتلون ، وقد ثبتت كل طائفة لصاحبتها ، واشتد القتال إلى حد أن بعض الغز رمى فرس بعض أصحاب أبي كاليجار بسهم ، فوقع فيه ، وطعنه صاحب الفرس برمح ، فأصاب فرس الغزي ، وحمل الغزي على صاحب الفرس فضربه ضربة قطعت يده ، وحمل عليه صاحب الفرس وهو على هذه الحالة ، فضربه بسيفه فقطعه قطعتين ، وسقطا إلى الأرض قتيلين ، والفرسان قتيلان ، وهذه حالة لم يدون عن مقدمي الشجعان أحسن منها .

فلما وصل مهذب الدولة إلى المعركة انهزم الغز وتركوا ما كانوا ينهبونه ، ودخلوا المفازة ، وتبعهم الديلم إلى رأس الحد ، وعادوا إلى كرمان فأصلحوا ما فسد منها‏ . ‏ 0

التالي السابق


الخدمات العلمية