صفحة جزء
ذكر ورود سعدي العراق

وفيها في ذي القعدة ورد سعدي بن أبي الشوك في جيش من عند السلطان طغرلبك إلى نواحي العراق ، فنزل مايدشت ، وسار منها جريدة فيمن معه من الغز إلى أبي دلف الجاواني ، فنذر به أبو دلف وانصرف من بين يديه ، ولحقه سعدي فنهبه وأخذ ماله ، وأفلت أبو دلف بحشاشة نفسه ، ونهب أصحاب سعدي البلاد حتى بلغوا النعمانية ، فأسرفوا في النهب والغارة ، وفتكوا في البلاد ، وافتضوا الأبكار ، فأخذوا الأموال والأثاث فلم يتركوا شيئا ، وقصد البندنيجين‏ .

وبلغ خبره إلى خاله خالد بن عمر وهو نازل على الزرير ومطر ابني علي بن مقن العقيليين ، فأرسل إليه ولده مع أولاد الزرير ومطر يشكون إليه ما عاملهم به عمه مهلهل ، وقريش بن بدران ، فلحقوه بحلوان وشكوا إليه حالهم ، فوعدهم المسير إليهم ، والأخذ لهم ممن قصدهم‏ . ‏ فعادوا من عنده ، فلقيهم نفر من أصحاب مهلهل فواقعهم ، فظفر بهم العقيليون وأسروهم‏ .

[ ص: 108 ] وبلغ الخبر مهلهلا ، فسار إلى حلل الزرير ومطر في نحو خمسمائة فارس ، فأوقع بهم على تل عكبرا ونهبهم ، وانهزم الرجال ، فلقي خالد ومطر والزرير سعدي بن أبي الشوك على تامرا ، فأعلموه الحال وحملوه على قتال عمه ، فتقدم إلى طريقه والتقى القوم ، وكان سعدي في جمع كثير ، فظفر بعمه وأسره ، وانهزم أصحابه في كل جهة ، وأسر أيضا مالك ابن عمه مهلهل ، وأعاد الغنائم التي كانت معهم على أصحابها ، وعاد إلى حلوان‏ .

ووصل الخبر إلى بغداذ فارتج الناس بها وخافوا ، وبرز عسكر الملك الرحيم ليقصدوا حلوان لمحاربة سعدي ، ووصل إليهم أبو الأغر دبيس بن مزيد الأسدي ، ولم يصنعوا شيئا‏ .

التالي السابق


الخدمات العلمية