صفحة جزء
[ ص: 641 ] ذكر حلف الفضول

قال ابن إسحاق : وكان نفر من جرهم وقطوراء يقال لهم : الفضيل بن الحارث الجرهمي ، والفضيل بن وداعة القطوري ، والمفضل بن فضالة الجرهمي ، اجتمعوا فتحالفوا أن لا يقروا ببطن مكة ظالما ، وقالوا لا ينبغي إلا ذلك لما عظم الله من حقها ، فقال عمرو بن عوف الجرهمي : إن الفضول تحالفوا وتعاقدوا ألا يقر ببطن مكة ظالم

أمر عليه تعاهدوا وتواثقوا فالجار والمعتر فيهم سالم

ثم درس ذلك فلم يبق إلا ذكره في قريش .

ثم إن قبائل من قريش تداعت إلى ذلك الحلف ، فتحالفوا في دار عبد الله بن جدعان لشرفه وسنه ، وكانوا بني هاشم وبني المطلب وبني أسد بن عبد العزى وزهرة بن كلاب وتيم بن مرة ، فتحالفوا وتعاقدوا أن لا يجدوا بمكة مظلوما من أهلها ، أو [ ص: 642 ] من غيرهم من سائر الناس إلا قاموا معه ، وكانوا على ظلمه ، حتى ترد عليه مظلمته ، فسمت قريش ذلك الحلف حلف الفضول ، وشهده رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال حين أرسله الله تعالى : " لقد شهدت مع عمومتي حلفا في دار عبد الله بن جدعان ما أحب أن لي به حمر النعم ، ولو دعيت به في الإسلام لأجبت " .

قال : وقال محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي : كان بين الحسين بن علي بن أبي طالب وبين الوليد بن عتبة بن أبي سفيان منازعة في مال كان بينهما ، والوليد يومئذ أمير على المدينة لعمه معاوية ، فتحامل الوليد لسلطانه . فقال له الحسين : أقسم بالله لتنصفني أو لآخذن سيفي ثم لأقومن في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم لأعودن بحلف الفضول . فقال عبد الله بن الزبير ، وكان حاضرا : وأنا أحلف بالله لو دعا به لأجبته حتى ينصف من حقه أو نموت . وبلغ المسور بن مخرمة الزهري فقال مثل ذلك ، وبلغ عبد الرحمن بن عثمان بن عبد الله التيمي فقال مثل ذلك . فلما بلغ الوليد ذلك أنصف الحسين من نفسه حتى رضي .

التالي السابق


الخدمات العلمية