صفحة جزء
ذكر قتل تاج الملك كان تاج الملك مع عسكر خاتون ، وشهد الوقعة ، فهرب إلى نواحي بروجرد ، فأخذ وحمل إلى عسكر بركيارق ، وهو يحاصر أصبهان ، وكان يعرف كفايته ، فأراد أن يستوزره ، فشرع تاج الملك في إصلاح كبار النظامية ، وفرق فيهم مائتي ألف دينار سوى العروض ، فزال ما في قلوبهم .

فلما بلغ عثمان نائب نظام الملك الخبر ساءه ، فوضع الغلمان الأصاغر على الاستغاثة ، وأن لا يقنعوا إلا بقتل قاتل صاحبهم ، ففعلوا ، فانفسخ ما دبره تاج الملك ، وهجم النظامية عليه فقتلوه ، وفصلوه أجزاء ، وكان قتله في المحرم سنة ست وثمانين [ وأربعمائة ] ، وحملت إلى بغداذ إحدى أصابعه .

وكان كثير الفضائل ، جم المناقب ، وإنما غطى جميع محاسنه ممالأته على قتل نظام الملك ، وهو الذي بنى تربة الشيخ أبي إسحاق الشيرازي ، وعمل المدرسة التي إلى جانبها ، ورتب بها الشيخ أبا بكر الشاشي ، وكان عمره حين قتل سبعا وأربعين سنة .

التالي السابق


الخدمات العلمية