صفحة جزء
ذكر حال تتش بن ألب أرسلان

كان تتش بن ألب أرسلان صاحب دمشق ، وما جاورها من بلاد الشام ، فلما كان قبل موت أخيه السلطان ملكشاه ، سار من دمشق إليه ببغداذ ، فلما كان بهيت بلغه موته ، فأخذ هيت ، واستولى عليها ، وعاد إلى دمشق يتجهز لطلب السلطنة ، فجمع العساكر ، وأخرج الأموال ، وسار نحو حلب ، وبها قسيم الدولة آقسنقر ، فرأى قسيم الدولة اختلاف أولاد صاحبه ملكشاه ، وصغرهم ، فعلم أنه لا يطيق دفع تتش ، [ ص: 368 ] فصالحه ، وصار معه ، وأرسل إلى ياغي سيان ، صاحب أنطاكية ، وإلى بوزان ، صاحب الرها وحران ، يشير عليهما بطاعة تاج الدولة تتش حتى يروا ما يكون من أولاد ملكشاه ، ففعلوا ، وصاروا معه ، وخطبوا له في بلادهم ، وقصدوا الرحبة ، فحصروها ، وملكوها في المحرم من هذه السنة ، وخطب لنفسه بالسلطنة .

ثم سار إلى نصيبين ، فحصروها ، فسب أهلها تاج الدولة ، ففتحها عنوة وقهرا ، وقتل من أهلها خلقا كثيرا ، ونهبت الأموال ، وفعل فيها الأفعال القبيحة ، ثم سلمها إلى الأمير محمد بن شرف الدولة العقيلي ، وسار يريد الموصل ، وأتاه الكافي بن فخر الدولة بن جهير ، وكان في جزيرة ابن عمر ، فأكرمه ، واستوزره .

التالي السابق


الخدمات العلمية