صفحة جزء
ذكر وصول السلطان محمد إلى بغداذ ورحيل السلطان بركيارق عنها

في هذه السنة ، في السابع والعشرين [ من ] ذي الحجة ، وصل السلطان محمد وسنجر إلى بغداذ ، وكان السلطان محمد لما استولى على همذان وغيرها سار إلى بغداذ ، فلما وصل إلى حلوان سار إليه إيلغازي بن أرتق في عساكره ، وخدمه ، وأحسن في الخدمة ، وكان عسكر محمد يزيد على عشرة آلاف فارس سوى الأتباع .

[ ص: 446 ] فلما وصلت الأخبار بذلك كان بركيارق على شدة من المرض ، يرجف عليه خواصه بكرة وعشيا ، فماج أصحابه ، وخافوا ، واضطربوا ، وحاروا ، وعبروا به في محفة إلى الجانب الغربي ، فنزلوا بالرملة ، ولم يبق في بركيارق غير روح يتردد ، وتيقن أصحابه موته ، وتشاوروا في كفنه ، وموضع دفنه .

فبينما هم كذلك إذ قال لهم : إني أجد نفسي قد قويت ، وحركتي قد تزايدت ، فطابت نفوسهم ، وساروا ، وقد وصل العسكر الآخر فتراءى الجمعان بينهما دجلة ، وجرى بينهما مراماة وسباب ، وكان أكثر ما يسبهم عسكر محمد يا باطنية ، يعيرونهم بذلك ، ونهبوا البلاد في طريقهم إلى أن وصلوا إلى واسط .

ووصل السلطان محمد إلى بغداذ ، فنزل بدار المملكة ، فبرز إليه توقيع الخليفة المستظهر بالله يتضمن الامتعاض من سوء سيرة بركيارق ومن معه ، والاستبشار بقدومه ، وخطب له بالديوان ، ونزل الملك سنجر بدار كوهرائين ، وكان محمد قد استوزر بعد مؤيد الملك خطير الملك أبا منصور محمد بن الحسين ، وقدم إليه في المحرم سنة خمس وتسعين وأربعمائة الأمير سيف الدولة صدقة ، وخرج الخلق كلهم إلى لقائه .

التالي السابق


الخدمات العلمية