صفحة جزء
ذكر ما فعل بهم العامة بأصبهان

لما عمت هذه المصيبة الناس بأصبهان ، أذن الله تعالى في هتك أستارهم ، والانتقام منهم ، فاتفق أن رجلا دخل دار صديق له ، فرأى فيها ثيابا ، ومداسات وملابس لم يعهدها ، فخرج من عنده ، وتحدث بما كان ، فكشف الناس عنها ، فعلموا أنها من المقتولين .

وثار الناس كافة يبحثون عمن قتل منهم ، ويستكشفون ، فظهروا على الدروب التي هم فيها ، وإنهم كانوا إذا اجتاز بهم إنسان أخذوه إلى دار منهم وقتلوه وألقوه في بئر في الدار قد صنعت لذلك .

وكان على باب درب منها رجل ضرير ، فإذا اجتاز به إنسان يسأله أن يقوده خطوات إلى باب الدرب ، فيفعل ذلك ، فإذا دخل الدرب أخذ وقتل ، فتجرد للانتقام منهم أبو القاسم مسعود بن محمد الخجندي ، الفقيه الشافعي ، وجمع الجم الغفير بالأسلحة ، وأمر بحفر أخاديد ، وأوقد فيها النيران ، وجعل العامة يأتون بالباطنية أفواجا ومنفردين ، فيلقون في النار ، وجعلوا إنسانا على أخاديد النيران ، وسموه مالكا ، فقتلوا منهم خلقا كثيرا .

التالي السابق


الخدمات العلمية