صفحة جزء
ذكر الفتنة بين إيلغازي وعامة بغداذ

في هذه السنة ، في رجب ، كانت فتنة شديدة بين عسكر الأمير إيلغازي بن أرتق ، شحنة بغداذ ، وبين عامتها .

وسببها أن إيلغازي كان بطريق خراسان ، فعاد إلى بغداذ ، لما وصل أتى جماعة من أصحابه إلى دجلة ، فنادوا ملاحا ليعبر بهم ، فتأخر ، فرماه أحدهم بنشابة ، فوقعت في مشعره فمات ، فأخذ العامة القاتل ، وقصدوا باب النوبي ، فلقيهم ولد إيلغازي مع جماعة ، فاستنقذوه ، ورجمهم العامة بسوق الثلاثاء ، فمضى إلى أبيه مستغيثا ، فأخذ حاجب الباب من له في هذه الحادثة عمل فلم يقنع إيلغازي ذلك ، فعبر بأصحابه إلى محلة الملاحين ، المعروفة بمربعة القطانين ، ويتبعهم خلق كثير فنهبوا ما وجدوا وقدروا عليه ، فعطف عليهم العيارون فقتلوا أكثرهم .

ونزل من سلم في السفن ليعبروا دجلة ، فلما توسطوها ألقى الملاحون أنفسهم في [ ص: 469 ] الماء وتركوهم فغرقوا ، فكان الغريق أكثر من القتيل ، وجمع إيلغازي التركمان ، وأراد نهب الجانب الغربي ، فأرسل إليه الخليفة قاضي القضاة ، وإلكيا الهراس ، المدرس بالنظامية ، فمنعاه من ذلك ، فامتنع .

التالي السابق


الخدمات العلمية