صفحة جزء
ذكر قتل فخر الملك بن نظام الملك

في هذه السنة قتل فخر الملك أبو المظفر علي بن نظام الملك ، يوم عاشوراء ، وكان أكبر أولاده ، وقد ذكرنا سنة ثمان وثمانين وأربعمائة وزارته للسلطان بركيارق ، فلما فارق وزارته قصد نيسابور ، وأقام عند الملك سنجر بن ملكشاه ، ووزر له ، وأصبح يوم عاشوراء صائما ، وقال لأصحابه : رأيت الليلة في المنام الحسين بن علي ، عليه السلام ، وهو يقول : عجل إلينا ، وليكن إفطارك عندنا ، وقد اشتغل فكري به ، ولا محيد عن قضاء الله وقدره ! وقالوا له : يحميك الله ، والصواب أن لا تخرج اليوم والليلة من دارك ، فأقام يومه يصلي ، ويقرأ القرآن ، وتصدق بشيء كثير .

فلما كان وقت العصر خرج من الدار التي كان بها يريد دار النساء ، فسمع صياح متظلم ، شديد الحرقة ، وهو يقول : ذهب المسلمون ، فلم يبق من يكشف مظلمة ، ولا يأخذ بيد ملهوف ! فأحضره عنده ، رحمة له ، فحضر فقال : ما حالك ؟ فدفع إليه رقعة ، فبينما فخر الملك يتأملها إذ ضربه بسكين فقضى عليه ، فمات ، فحمل الباطني إلى سنجر ، فقرره ، فأقر على جماعة من أصحاب السلطان كذبا ، وقال : إنهم وضعوني على قتله ، وأراد أن يقتل بيده وسعايته ، فقتل من ذكر ، وكان مكذوبا عليهم ، ثم قتل الباطني بعدهم ، وكان عمر فخر الملك ستا وستين سنة .

التالي السابق


الخدمات العلمية