صفحة جزء
ذكر بعض سيرته

كان عادلا ، حسن السيرة ، شجاعا ، فمن عدله أنه اشترى مماليك من بعض التجار ، وأحالهم بالثمن على عامل خوزستان ، فأعطاهم البعض ، ومطل بالباقي ، فحضروا مجلس الحكم ، وأخذوا معهم غلمان القاضي ، فلما رآهم السلطان قال لحاجبه : انظر ما حال هؤلاء ، فسألهم عن حالهم ، فقالوا : لنا خصم يحضر معنا مجلس الحكم ، فقال : من هو ؟ قالوا : السلطان ، وذكروا قصتهم ، فأعلمه ذلك ، فاشتد عليه وأكره ، وأمر بإحضار العامل ، وأمره بإيصال أموالهم ، والجعل الثقيل ، ونكل به حتى يمتنع غيره عن مثل فعله ، ثم إنه كان يقول بعد ذلك : لقد ندمت عظيما حيث لم أحضر معهم مجلس الحكم ، فيقتدي بي غيري ، ولا يمتنع أحد عن الحضور فيه وأداء الحق .

فمن عدله : أنه له خازن يعرف بأبي القزويني قتله الباطنية ، فلما قتل أمر بعرض الخزانة ، فعرض عليه فيها درج فيه جوهر كثير نفيس ، فقال : إن هذا الجوهر عرضه علي ، منذ أيام ، وهو في ملك أصحابه ، وسلمه إلى خادم ليحفظه وينظر من أصحابه فيسلم إليهم ، وكانوا تجارا غرباء ، وقد تيقنوا ذهابه وأيسوا منه فسكتوا فأحضرهم وسلمه إليهم .

ومن عدله : أنه أطلق المكوس والضرائب في جميع البلاد ، ولم يعرف منه فعل قبيح ، وعلم الأمراء سيرته ، فلم يقدم أحد منهم على الظلم ، وكفوا عنه .

ومن محاسن أعماله ما فعله مع الباطنية على ما نذكره .

التالي السابق


الخدمات العلمية