[ ص: 88 ] ذكر عدة حوادث 
في هذه السنة في الرابع والعشرين من أيار ، 
ظهر بالشام  سحاب أسود أظلمت له الدنيا ، وصار الجو كالليل المظلم ، ثم طلع بعد ذلك سحاب أحمر كأنه نار أضاءت له الدنيا ، وهبت ريح عاصف ألقت كثيرا من الشجر ، وكان أشد ذلك بحوران 
ودمشق  ، وجاء بعده مطر شديد وبرد كبار . 
وفيها عاد  
مؤيد الدين أبو الفوارس المسيب بن علي بن الحسين المعروف بابن الصوفي     - من 
صرخد  إلى 
دمشق    . 
وكان قد أخرج هو وأهله من 
دمشق  إلى 
صرخد  ، فبقوا فيها إلى الآن وعادوا ، وولي  
أبو الفوارس  الرئاسة 
بدمشق  ، وكان محبوبا عند أهلها ، وتمكن تمكنا عظيما ، وكان ذا رئاسة عظيمة ومروءة ظاهرة . 
وفيها كثرت الأمراض 
ببغداد  ، وكثر الموت فجأة 
بأصفهان  وهمذان    . 
وفيها سار  
أتابك زنكي  إلى دقوقا وملكها بعد أن قاتل على قلعتها قتالا شديدا . 
  [ الوفيات ] 
وفيها 
توفي  أبو سعيد أحمد بن محمد بن ثابت الخجندي رئيس الشافعية  بأصفهان  ، وتفقه على والده 
بالنظامية بأصفهان    . 
وتوفي  أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر الحريري  ، ومولده يوم عاشوراء سنة خمس وثلاثين وأربعمائة ، وهو آخر من روى عن  
أبي الحسن زوج الحرة     . 
وقد روى  
الخطيب أبو بكر بن ثابت  عن  
زوج الحرة  أيضا ، وكانت وفاة  
الخطيب  سنة ثلاث وستين وأربعمائة .