صفحة جزء
ذكر قتل الوزير الدركزيني ، ووزارة الخازن

في هذه السنة قبض السلطان مسعود على وزيره العماد أبي البركات بن سلمة الدركزيني ، واستوزر بعده كمال الدين محمد بن الحسين الخازن ، وكان الكمال شهما شجاعا ، عادلا نافذ الحكم ، حسن السيرة ، أزال المكوس ورفع المظالم ، [ ص: 97 ] وكان يقيم مئونة السلطان ووظائفه ، وجمع له خزائن كثيرة ، وكشف أشياء كثيرة كانت مستورة يخان فيها ويسرق ، فثقل على المتصرفين وأرباب الأعمال ، فأوقعوا بينه وبين الأمراء ، لا سيما قراسنقر صاحب أذربيجان ، فإنه فارق السلطان ، وأرسل يقول :

إما أن تنقذ رأس الوزير وإلا خدمنا سلطانا آخر . فأشار من حضر من الأمراء بقتله ، وحذروه فتنة لا تتلافى ، فقتله على كره منه ، وأرسل رأسه إلى قراسنقر فرضي . وكانت وزارته سبعة أشهر ، وكان قتله سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة .

ووزر بعده أبو العز طاهر بن محمد البروجردي وزير قراسنقر ، ولقب عز الملك ، وضاقت الأمور على السلطان مسعود ، واستقطع الأمراء البلاد بغير اختياره ، ولم يبق له شيء من البلاد ألبتة إلا اسم السلطنة لا غير .

التالي السابق


الخدمات العلمية