[ ص: 193 ] ذكر 
انقراض دولة  سبكتكين  
لما أنفذ  
غياث الدين  إلى أخيه  
شهاب الدين  يطلب إنفاذ  
 nindex.php?page=showalam&ids=16191خسروشاه  إليه أمره  
شهاب الدين  بالتجهز والمسير ، فقال : أنا لا أعرف أخاك ، ولا لي حديث إلا معك ، ولا يمين إلا في عنقك ، فمناه وطيب قلبه ، وجهزه وسيره وسير معه ولده ، وأصحبهما جيشا يحفظونهما ، فسارا كارهين ; فلما بلغا 
فرشابور  خرج أهلها إليهما يبكون ويدعون لهما ، فزجرهم الموكلون بهما ، وقالوا : سلطان يزور سلطانا آخر ، لأي شيء تبكون ؟ وضربوهم فعادوا ، وخرج ولد خطيبها إلى  
 nindex.php?page=showalam&ids=16191خسروشاه  عن أبيه متوجعا له ، قال : فلما دخلت عليه أعلمته رسالة أبي ، وقلت : إنه قد اعتزل الخطابة ، ولا حاجة به إلى خدمة غيركم . فقال لي : سلم عليه . وأعطاني فرجية فوطا ومصلى من عمل الصوفية ، وقال : هذه تذكرة أبيه عند أبي ، فسلمها إليه وقل له : در مع الدهر كيفما دار ; وأنشد بلسان فصيح : 
وليس كعهد الدار يا أم مالك  ولكن أحاطت بالرقاب السلاسل 
قال : فانصرفت إلى أبي وعرفته الحال ، فبكى ، وقال : قد أيقن الرجل بالهلاك ; ثم رحلوا . فلما بلغوا بلد 
الغور  لم يجتمع بهما  
غياث الدين  بل أمر بهما فرفعا إلى بعض القلاع ، فكان آخر العهد بهما . 
وهو آخر ملوك 
آل سبكتكين  ، وكان ابتداء دولتهم سنة ست وستين وثلاثمائة ، فتكون مدة ولايتهم مائتي سنة وثلاث عشرة سنة تقريبا . وكان ملوكهم من أحسن الملوك سيرة ، ولاسيما جده  
محمود  ، فإن آثاره في الجهاد معروفة ، وأعماله للآخرة مشهورة : 
لو كان يقعد فوق الشمس من كرم     قوم بأولهم أو مجدهم قعدوا 
فتبارك الذي لا يزول ملكه ، ولا تغيره الدهور ، فأف لهذه الدنيا الدنية ، كيف تفعل هذا بأبنائها ، نسأل الله تعالى أن يكشف عن قلوبنا حتى نراها بعين الحقيقة ، وأن يقبل بنا إليه ، وأن يشغلنا به عما سواه ، إنه على كل شيء قدير . 
هكذا ذكر بعض فضلاء 
خراسان  أن  
 nindex.php?page=showalam&ids=16191خسروشاه  آخر ملوك 
آل سبكتكين  ، وقد ذكر غيره أنه توفي في الملك ، وملك بعده ابنه  
ملكشاه  ، وسنذكره في سنة   
[ ص: 194 ] تسع وخمسين وخمسمائة ، وبالجملة فابتداء دولة الغورية عندي فيه خلف لو ينكشف الحق فأصلحه إن شاء الله تعالى .