[ ص: 243 ] ذكر  
أخذ حجاج  خراسان   
في هذه السنة في ربيع الأول سار حجاج  
خراسان   ، فلما رحلوا عن  
بسطام   أغار عليهم جمع من الجند الخراسانية قد قصدوا  
طبرستان   ، فأخذوا من أمتعتهم ، وقتلوا نفرا منهم ، وسلم الباقون وساروا من موضعهم .  
فبينما هم سائرون إذ طلع عليهم  
الإسماعيلية   ، فقاتلهم الحجاج قتالا عظيما ، وصبروا صبرا عظيما ، فقتل أميرهم ، فانخذلوا ، وألقوا بأيديهم ، واستسلموا وطلبوا الأمان ، وألقوا أسلحتهم مستأمنين ، فأخذهم  
الإسماعيلية   وقتلوهم ، ولم يبقوا منهم إلا شرذمة يسيرة ; وقتل فيهم من الأئمة العلماء والزهاد والصلحاء جمع كثير ، وكانت مصيبة عظيمة عمت بلاد الإسلام ، وخصت  
خراسان   ، ولم يبق بلد إلا وفيه المأتم .  
فلما كان الغد طاف شيخ في القتلى والجرحى ينادي : يا مسلمون ، يا حجاج ، ذهب الملاحدة ، وأنا رجل مسلم ، فمن أراد الماء سقيته ; فمن كلمه قتله وأجهز عليه ، فهلكوا جميعهم إلا من سلم وولى هاربا ; وقليل ما هم .