صفحة جزء
ذكر غزو الكرك وملك العادل حلب

لما عاد صلاح الدين والمسلمون من غزوة بيسان تجهزوا لغزو الكرك ، فسار إليه [ ص: 478 ] في العساكر ، وكتب إلى أخيه العادلأبي بكر بن أيوب ، وهو نائبه بمصر ، يأمره بالخروج بجميع العساكر إلى الكرك . وكان العادل قد أرسل إلى صلاح الدين يطلب منه مدينة حلب وقلعتها ، فأجابه إلى ذلك ، وأمره أن يخرج معه بأهله وماله ، فوصل صلاح الدين إلى الكرك في رجب ، ووافاه أخوه العادل في العسكر المصري ، وكثر جمعه ، وتمكن من حصره ، و [ صعد ] المسلمون إلى ربضه وملكه ، وحصر الحصن من الربض ، وتحكم عليه في القتال ، ونصب عليه سبعة مجانيق لا تزال ترمي بالحجارة ليلا ونهارا .

وكان صلاح الدين يظن أن الفرنج لا يمكنونه من حصر الكرك ، وأنهم يبذلون جهدهم في رده عنهم ، فلم يستصحب معه من آلات الحصار ما يكفي لمثل ذلك الحصن العظيم والمعقل المنيع ، فرحل عنه منتصف شعبان ، وسير تقي الدين ابن أخيه إلى مصر نائبا عنه ليتولى ما كان أخوه العادل يتولاه ، واستصحب أخاه العادل معه إلى دمشق ، وأعطاه مدينة حلب وقلعتها وأعمالها ، ومدينة منبج وما يتعلق بها ، وسيره إليها في شهر رمضان من السنة ، وأحضر ولده الظاهر منها إلى دمشق .

التالي السابق


الخدمات العلمية