ذكر 
رحيل  صلاح الدين  إلى بلد الفرنج 
لما أراد  
صلاح الدين  المسير عن 
دمشق  حضر عند القاضي الفاضل مودعا له   
[ ص: 48 ] ومستشيرا . 
وكان مريضا ، وودعه وسار عن 
دمشق  منتصف ربيع الأول إلى 
حمص  ، فنزل على 
بحيرة قدس  غربي 
حمص  ، وجاءته العساكر : فأول من أتاه من أصحاب الأطراف  
عماد الدين : زنكي بن مودود بن آقسنقر  ، صاحب 
سينجار  ، 
ونصيبين  ، 
والخابور  ، وتلاحقت العساكر من 
الموصل  وديار الجزيرة  وغيرها ، فاجتمعت عليه وكثرت عنده . 
فسار حتى نزل تحت 
حصن الأكراد   من الجانب الشرقي ، وكنت معه حينئذ ، فأقام يومين ، وسار جريدة وترك أثقال العسكر موضعها تحت الحصن ، ودخل إلى بلد الفرنج فأغار على 
صافيثا  والعريمة  ويحمور    . 
وغيرها من البلاد والولايات ، ووصل إلى قرب 
طرابلس  ، وأبصر البلاد ، وعرف من يأتيها ، وأين يسلك منها ، ثم عاد إلى معسكره سالما . 
وقد غنم العسكر من الدواب على اختلاف أنواعها ما لا حد له . وأقام تحت 
حصن الأكراد   إلى آخر ربيع الآخر .