صفحة جزء
[ ص: 378 ] 620

ثم دخلت سنة عشرين وستمائة

ذكر ملك صاحب اليمن مكة ، حرسها الله تعالى

في هذه السنة سار الملك المسعود أتسز ابن الملك الكامل محمد ، صاحب مصر ، إلى مكة ، وصاحبها حينئذ حسن بن قتادة بن إدريس ، العلوي الحسني ، قد ملكها بعد أبيه ، كما ذكرناه .

وكان حسن قد أساء إلى الأشراف والمماليك الذين كانوا لأبيه وقد تفرقوا عنه ، ولم يبق عنده غير أخواله من غيره ، فوصل صاحب اليمن إلى مكة ، ونهبها عسكره إلى العصر .

فحدثني بعض المجاورين المتأهلين أنهم نهبوها حتى أخذوا الثياب عن الناس ، وأفقروهم ، وأمر صاحب اليمن أن ينبش قبر قتادة ويحرق ، فنبشوه ، فظهر التابوت الذي دفنه ابنه الحسن والناس ينظرون إليه ، فلم يروا فيه شيئا ، فعلموا حينئذ أن الحسن دفن أباه سرا ، وأنه لم يجعل في التابوت شيئا .

وذاق الحسن عاقبة قطيعة الرحم ، وعجل الله مقابلته ، وأزال عنه ما قتل أباه وأخاه وعمه لأجله ; خسر الدنيا والآخرة ، ذلك هو الخسران المبين

التالي السابق


الخدمات العلمية