صفحة جزء
ذكر فتح الأنبار

ثم سار خالد على تعبيته إلى الأنبار ، وإنما سمي الأنبار لأن أهراء الطعام كانت بها أنابير ، وعلى مقدمته الأقرع بن حابس . فلما بلغها أطاف بها وأنشب القتال ، وكان قليل الصبر عنه ، وتقدم إلى رماته أن يقصدوا عيونهم ، فرموا رشقا واحدا ، ثم تابعوا فأصابوا ألف عين ، فسميت تلك الوقعة ذات العيون . وكان من بها من الجند شيرزاد صاحب ساباط ، فلما رأى ذلك أرسل يطلب الصلح على أمر يرضه خالد ، فرد رسله ونحر من إبل العسكر كل ضعيف وألقاه في خندقهم ، ثم عبره ، فاجتمع المسلمون والكفار [ ص: 242 ] في الخندق ، فأرسل شيرزاد إلى خالد وبذل له ما أراد ، فصالحه على أن يلحقه بمأمنه في جريدة ليس معهم من متاع شيء ، وخرج شيرزاد إلى بهمن جاذويه ، ثم صالح خالد من حول الأنبار وأهل كلواذى .

التالي السابق


الخدمات العلمية