صفحة جزء
ذكر الموضع الذي دفن فيه ومن صلى عليه

قيل : بقي عثمان ثلاثة أيام لا يدفن ، ثم إن حكيم بن حزام القرشي ، وجبير بن مطعم كلما عليا في أن يأذن في دفنه ، ففعل ، فلما سمع من قصده بذلك قعدوا له في الطريق بالحجارة ، وخرج به ناس يسير من أهله وغيرهم ، وفيهم الزبير ، والحسن ، وأبو جهم بن حذيفة ، ومروان ، بين المغرب والعشاء ، فأتوا به حائطا من حيطان المدينة يسمى [ ص: 546 ] حش كوكب ، وهو خارج البقيع ، فصلى عليه جبير بن مطعم ، وقيل : حكيم بن حزام ، وقيل : مروان ، وجاء ناس من الأنصار ليمنعوا من الصلاة عليه ، ثم تركوهم خوفا من الفتنة . وأرسل علي إلى من أراد أن يرجم سريره ممن جلس على الطريق لما سمع بهم فمنعهم عنه ، ودفن في حش كوكب . فلما ظهر معاوية بن أبي سفيان على الناس أمر بذلك الحائط ، فهدم . وأدخل في البقيع ، وأمر الناس فدفنوا أمواتهم حول قبره حتى اتصل الدفن بمقابر المسلمين . وقيل : إنما دفن بالبقيع مما يلي حش كوكب . وقيل : شهد جنازته علي وطلحة وزيد بن ثابت وكعب بن مالك وعامة من ثم من أصحابه . قال : وقيل لم يغسل وكفن في ثيابه .

التالي السابق


الخدمات العلمية