صفحة جزء
ذكر مقتل نافع بن الأزرق

في هذه السنة اشتدت شوكة نافع بن الأزرق ، وهو الذي ينتسب إليه الأزارقة من الخوارج .

وكان سبب قوته اشتغال أهل البصرة واختلافهم بسبب مسعود بن عمرو وقتله ، وكثرت جموعه وأقبل نحو الجسر ، فبعث إليه عبد الله بن الحارث مسلم بن عبيس بن كريز بن ربيعة ، فخرج إليه فرفعه عن أرض البصرة حتى بلغ دولاب من أرض الأهواز ، فاقتتلوا هناك ، وجعل مسلم بن عبيس على ميمنته الحجاج بن باب الحميري ، وعلى مسيرته حارثة بن بدر الغداني وجعل ابن الأزرق على ميمنته عبيد بن هلال ، وعلى ميسرته الزبير بن الماحوز التميمي ، واشتد قتالهم ، فقتل مسلم أمير أهل البصرة ، وقتل نافع بن الأزرق أمير الخوارج في جمادى الآخرة ، فأمر أهل البصرة عليهم الحجاج بن باب الحميري ، وأمرت الخوارج عبد الله بن الماحوز التميمي ، واقتتلوا ، فقتل عبد الله والحجاج ، فأمر أهل البصرة عليهم ربيعة بن الأجرم التميمي ، وأمرت الخوارج عبيد الله بن الماحوز التميمي ، ثم عادوا فاقتتلوا حتى أمسوا وقد كره بعضهم بعضا وملوا القتال .

فإنهم كذلك متواقفون متحاجزون إذ جاءت الخوارج سرية مستريحة لم تشهد القتال ، فحملت على الناس من ناحية عبد القيس ، فانهزم الناس وقتل أمير أهل البصرة ربيعة بعد أن قتل أيضا دغفل بن حنظلة الشيباني النسابة ، وأخذ الراية حارثة بن بدر ، فقاتل ساعة ، وقد ذهب الناس عنه ، فقاتل وحمى الناس ومعه جماعة من أهل البصرة ، ثم أقبل حتى نزل بالأهواز ، وبلغ ذلك أهل البصرة فأفزعهم ، وبعث عبد الله ( بن الزبير الحارث بن أبي ربيعة ) وعزل عبد الله بن الحارث ، فأقبلت الخوارج نحو البصرة .

التالي السابق


الخدمات العلمية